- المهدي كتب:
-
ولكن هذه الاحاديث جلها لا اصل لها ولا تصح
لا تتسرع بالرد..فإن نكر هذه الأحاديث الشريفة والصحيحة كلام واهي لا أصل له!
اللهم ثبتنا على ولاية محمد وآله الأطهار
للرد على هذه الشبهات نستدل من كتب أهل السنة والجماعة لإثبات وجوب الصلاة على محمد وأهل بيته الأطهار:
إن الدليل على الصلاة على محمّد وآل محمّد ليس محصوراً في مورد واحد بل عدة موارد قرآنية وأحاديث صحاح نبوية متواترة لدى الفريقين ، نذكر لك بعض هذه الأدلة:
أما من القرآن الكريم فقوله تعالى : ((إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً)) .
فقد ذكر مفسروا الفريقين إنها نزلت في كيفية الصلاة على النبي وعلى آله الطيبين الطاهرين.
ففي تفسير (الدر المنثور) أخرج السيوطي عن سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال : لما نزلت ((إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما)) قلنا : يا رسول الله علمنا كيف الصلاة عليك ؟ قال ؛ قولوا : اللّهم صل على محمّد وعلى آل محمّد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وأخرج نفس الحديث ابن جرير عن يونس بن خباب ، وعن إبراهيم وعن عبد الرحمن ابن أبي كثير بن أبي مسعود الأنصاري. وأخرج ذلك عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد بن عبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة وابن مردوية عن كعب .
على أن الله تعالى صلّى على قوم سلّموا له وأذعنوا وصبروا حينما أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون فقال تعالى : (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم) .
فإذا كانت الصلوات على من صابر ورضي وسلّم لأمر الله تعالى ، فهل أعظم من أهل البيت (عليهم السلام) صبراً وتسليماً ؟
على أنه لا يخفى عليك أن الصلاة المشار إليها هي التزكية من الله تعالى والرحمة ، ومن المؤمنين الدعاء . فما المانع من أن يزكي الله تعالى أهل البيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأن تدعوا لهم بالرحمة والدرجة الرفيعة .
وإليك قائمة بما ورد من أحاديث تؤكد أن الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لابد من إدخال آله عليهم السلام معه:
1 ـ صحيح البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء حديث أبي ذر الحديث : 337 .
2 ـ صحيح مسلم في كتاب الصلاة باب الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بعد التشهد الحديث 66/406 و 67/406 .
3 ـ سنن أبي داود كتاب الصلاة باب الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بعد التشهد الحديث 976 و 977 .
4 ـ سنن النسائي في كتاب السهو باب الصلاة الحديث 1286 والحديث 1287 والحديث 1288 .
5 ـ سنن ابن ماجة في كتاب الصلاة باب الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) الحديث : 904 .
هذا ما أمكن ذكره في هذا المقام من أدلة قرآنية وأحاديث صحيحة في كيفية الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) .
للإضافة:
قال صاحب الغدير في شرح بيت شعر للعبدي:
ولا يتم لامرء صلاته إلا بذكراهم . . . أشار إلى كون الصلاة عليهم مأمورا بها في الصلاة وفي المقام أخبار كثيرة وكلمات ضافية توجد في طيات كتب الفقه والتفسير والحديث . ذكر ابن حجر في " الصواعق " ص 87 قوله تعالى : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما . وروى جملة من الأخبار الصحيحة الواردة فيها وأن النبي صلى الله عليه وآله قرن الصلاة على آله بالصلاة عليه لما سئل عن كيفية الصلاة والسلام عليه ثم قال : وهذا دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على أهل بيته وبقية آله مراد منه هذه الآية وإلا لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به وأنه صلى الله عليه وآله أقامهم في ذلك مقام نفسه لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم ومن ثم لما دخل من مر في الكساء قال : ((اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم )) وقضية استجابة هذا الدعاء : إن الله صلى عليهم معه فحينئذ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه . ويروى : لا تصلوا علي الصلاة البتراء . فقالوا : وما الصلاة البتراء ؟ قال : تقولون : اللهم صل على محمد وتمسكون بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . ثم نقل الإمام الشافعي قوله :
يا أهل بيت رسول الله حبكم ***** فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر إنكم ***** من لم يصل عليكم لا صلاة له
فقال: فيحتمل لا صلاة له صحيحة فيكون موافقا لقوله بوجوب الصلاة على الآل ، ويحتمل لا صلاة كاملة فيوافق أظهر قوليه. وقال ص 139 من "الصواعق": أخرج الدارقطني والبيهقي حديث(من صلى صلاة ولم يصل فيها علي وعلى أهل بيتي لم تقبل منه) . وكأن هذا الحديث هو مستند قول الشافعي رضي الله عنه: إن الصلاة على الآل من واجبات الصلاة كالصلاة عليه صلى الله عليه وآله لكنه ضعيف فمستنده الأمر في الحديث المتفق عليه : قولوا : اللهم صل على محمد و على آل محمد.والأمر للوجوب حقيقة على الأصح.
وقال الرازي في تفسيره 7 ص 391 : إن الدعاء للآل منصب عظيم،ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وقوله : اللهم صل على محمد وآل محمد ، و ارحم محمدا وآل محمد . وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب . وقال : أهل بيته صلى الله عليه وآله ساووه في خمسة أشياء : في الصلاة عليه وعليهم في التشهد . وفي السلام . والطهارة . وفي تحريم الصدقة . وفي المحبة .
وقال النيسابوري في تفسيره عند قوله تعالى : قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى : كفى شرفا لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وفخرا ختم التشهد بذكرهم والصلاة عليهم في كل صلاة .
وروى محب الدين الطبري في " الذخائر " ص 19 عن جابر رضي الله عنه أنه كان يقول : لو صليت صلاة لم أصل فيها على محمد وعلى آل محمد ما رأيت أنها تقبل . م - وأخرج القاضي عياض في الشفا عن ابن مسعود مرفوعا : من صلى صلاة لم يصل علي فيها وعلى أهل بيتي لم تقبل منه .
وللقاضي الخفاجي الحنفي في شرح الشفا 3 ص 500 - 505 فوائد جمة حول المسألة وذكر مختصر ما صنفه الإمام الخيصري في المسألة سماه (زهر الرياض في رد ما شنعه القاضي عياض).
وصور الصلوات المأثورة على النبي وآله مذكورة في ( شفاء السقام ) لتقي الدين السبكي ص 181 - 187، وأورد جملة منها الحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد ج 10 ص 163 وأول لفظ ذكره عن بريدة قال: قلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟! قال. قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وآله محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. * ( قوله : ولا يزكو الدعا ) * إشارة إلي ما أخرجه الديلمي أنه صلى الله عليه وآله قال : الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وأهل بيته : اللهم صلي على محمد وآله . ورواه عنه ابن حجر في " الصواعق " ص 88 . م - وأخرجه الطبراني في الأوسط عن علي أمير المؤمنين عليه السلام : كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد . وذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 10 ص 160 وقال : رجاله ثقات. م - وأخرجه البيهقي وابن عساكر وغيرهما عن علي عليه السلام مرفوعا ما معناه : الدعاء والصلاة معلق بين السماء والأرض لا يصعد إلى الله منه شئ حتى يصلى عليه صلى الله عليه وآله وعلى آل محمد . " شرح الشفا للخفاجي " 3 ص 506.
ذكر الدار قطني في سننه ج1 ص348 قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد ثنا جعفر بن علي بن نجيح الكندي ثنا اسماعيل بن صبيح عن سفيان بن إبراهيم الحريري عن عبد المؤمن بن القاسم عن جابر عن أبي جعفر عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من صلى صلاة لم يصل فيها علي ولا على أهل بيتي لم تقبل منه.
وورد في الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة لابن حجر:
قوله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيماً )) (الأحزاب:56), صحح عن كعب ابن عميرة قال: لما نزلت هذه الآية قلنا يا رسول الله: قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال قولوا اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد, فسؤالهم بعد نزول الآية واجابتهم باللهم صلي على محمد وعلى آل محمد إلى آخر. دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على أهل بيته وبقية آله (مراده من هذه الآية) والألم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر, فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به وأنه (صلى الله عليه وآله) اقامهم في ذلك مقام نفسه لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم.
ومن ثم لما أدخل من مرَّ في الكساء قال اللهمَّ إنهم مني وأنا منهم. فأجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليَّ وعليهم. وقضية استجابة هذا الدعاء أن الله صلى عليهم معه حينئذٍ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه, ويروى لا تصلوا علي الصلاة البتراء فقالوا ما الصلاة البتراء؟ قال تقولون اللهم صلِّ على محمد وتمسكون, بل قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد (ص224 - 225). وكذلك ورد في (ص227) من نفس المصدر.
وقد أخرج الديلمي أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال - الدعاء محجوب حتى يصلي على محمد وأهل بيته. وكأن قضية الأحاديث السابقة وجوب الصلاة على الآل في التشهد الأخير كما هو قول الشافعي خلافاً لما يوهمه كلام الروضة وأصلها ورجحه بعض اصحابه ومال إليه البيهقي.
ثم قال صاحب الصواعق. ومن ادعى الإجماع على عدم الوجوب فقد سها.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم