قصه زواج امير المؤمنين (ع) من السيده خوله الحنفيه

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم





خوله بنت جعفر من حي بني حنيفة ورئيس تلك الحي مالك بن نويرة وهم قتلوا وطردوا وشردوا مع أنهم على دين الإسلام وذلك كما ورد في مناقب شاذان بن جبريل أن أبا بكر أنفذ إليهم بقبض الزكاة فأنكروا خلافته وقالوا ا: لا نسلم الزكاة إلا للنبي أو وصيه وتبين قد قبض وليس له وصي سوى على بن أبى طالب عليه السلام فان أمرنا أو بعث إلينا من يتسلمه منا فها نحن حاضرون وإلا في نعرف احد سواه فسمع الرجل وبلغه وأنفذ إليهم خالد بن الوليد وأمره بقتالهم وسبي نسائهم ونهب أموالهم ففعل خالد بل واشتد عليهم وأوقع وقيعة وقتل منهم خلقا كثيرا ونهب أموالهم وحمل معه إلى المدينة أسرا من الرجال والنساء منهم خوله بنت جعفر الحنفية لما دخلت في المسجد .

نادت: أيها الناس ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

قالوا : قبض

قالت : اله بنيه تقصد ؟

قالوا : نعم وهذه حجرته التي فيها قبره

فدخلت الحجرة ونادت السلام عليك يا محمد بن عبد الله اشهد انك تسمع الكلام , وتقدر على الجواب وتعلم إنا سبينا بعد أن نشهد أن لا اله إلا الله وانك رسول الله , وجلست ناحية فقام طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام وطرحا ثوبيها عليها

فقالت : معاشر العرب ما لكم تصونون حلائلكم وتهتكون حلائل الغير

فقالا : لمخالفتكم الله ورسوله حتى قلتم إنا نصلى ولا نزكى أو نزكى ولا نصلى فقالت لهما : والله ما قالها احد من بني حنيفة وإنا لنضرب صبياننا على الصلاة من التسع وعلى الصيام من السبع ونخرج الزكاة حيث يبقى من الحول عشرة أيام ويوصى مريضنا بها لوصية والله يا قوم ما نكثنا ولا غيرنا ولا بدلنا حتى تقتلوا رجالنا وتسبوا نسائنا ثم التفتت إلى أبى بكر وقالت يا فلان : إن كنت وليت بحق وعلي كان راضيا بخلافتك فلم لا ترسله إلينا بقبض الزكاة وأمرنا لا نسلمه لك والله ما رضي بذلك ولا يرضى أبدا قتلت الرجال ونهبت الأموال وقطعت الأرحام فلا نجتمع معك بالدنيا ولا في الآخرة افعل ما أنت فاعله فضج الناس وقال الرجلان اللذان طرحا ثوبهما عليها لتغالين في ثمنك فقالت : أقسمت بالله ربي وبمحمد نبي أن لا يملكني إلا من يخبرني بما رأت أمي في منامها وهي حاملة بي وما قالت لى بعد الولادة وما العلامة التي بيني وبينها : وإلا أن ملكني احد منكم بقرت بطني بيدي فتذهب نفسي وماله ويكون بذلك مطالبا في القيامة فقالوا يا بنية أبدى رؤياك التي رأت أمك حتى نعبرها لك فعند ذلك دخل أمير المؤمنين عليه السلام في المسجد وسأل ما هذه الرجفة فى مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟

فقالوا: أمرات من بني حنيفة حرمت نفسها على المسلمين ,

وقالت: ثمني من يخبرني بالرؤيا التي رأت أمي في منامها

فقال: أمير المؤمنين عليه السلام اخبروها تملكوها

فقالوا: باجمعهم نحن لا نعلم الغيب

فقال أبو بكر اخبرها يا أبا الحسن فقال عليه السلام اخبرها واملكها ؟

قالوا نعم . فتقدم إليها .

وقال يا حنفية: أخبرك وأملكك.

فقالت من أنت الجريء دون أصحابك ؟

فقال : أنا علي بن أبى طالب

فلما سمعت بذلك قامت وقالت :يا علي أما نصبك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم صبيحة يوم الجمعة بغدير خم علما للناس ؟

قال نعم

قالت : فوا لله نحن من أجلك سبينا ومن نحوك أوتينا ومن سبيلك أصبنا لان رجالنا قالوا : لا نسلم الصدقات من أموالنا ولا طاعة لأنفسنا إلا إلى الذي نصبه محمد فينا وفيكم علما.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام : إن أجركم لغير ضايع .

فقالت: اخبرني يا أبا الحسن بقصتي.

قال : الم تحملك أمك فى زمن قحط منعت السماء فيه قطرها والأرض نباتها وكانت أمك تقول لك أنت حمل شؤم فى زمان شؤم غير مبارك فلما كان بعد سبع شهور رأت أمك في منامها كأنها وقد وضعتك وهى تقول انك ولد شؤم فى زمان غير مبارك وكأنك تقولين يا أماه لا تتشأمى بى فاني ولد مبارك أنشوا نشوا حسنا يملكني سيد يولد في وليا مباركا يكون لبنى حنيفة هزا فقالت صدقت يا أمير المؤمنين فقل وما العلامة التي بيني وبين امى فقال عليه السلام لما وضعتك أمك كتبت كلامك والرؤيا في لوح من نحاس وأودعته يمنة الباب فلما كان بعد ثمان سنين عرضته عليك وقالت يا بنية إذا نزلت بساحتكم مصيبة من سافك دمائكم وناهب أموالكم وسابي ذرا ريكم وسبيت فيمن سبي فخذي هذا اللوح معك واجهدى أن لا يملكك من الجماعة إلا من يخبرك بالرؤيا واللوح.

فقالت صدقت يا أمير المؤمنين قل وأين اللوح الآن

قال عليه السلام: في عنقك فرفعت اللوح إليه فملكها ثم قالت يا معاشر الناس اشهدوا أنى قد جعلت نفسي له عبدة .

فقال عليه السلام : بل قولي زوجة.

فقالت : اشهدوا أنى زوجته نفسي كما امرنى اهلى .

فقال عليه السلام : قد قبلتك زوجة .



وقد ولدت له محمد وهو اكبر الأبناء بعد الإمامان الحسنان وأختيهما عليهم السلام ولقب محمد بن الحنفية .







القصة من كتاب شجرة طوبى للعلامة الشيخ محمد مهدي الحائري